الاخوان لا نطلب السلطة ولن نقدم مرشحا لانتخابات الرئاسة

أكدت جماعة الإخوان المسلمين، أنها لن ترشح أحداً فى انتخابات الرئاسة المقبلة، مشددة على أنها ليست تطلب سلطة، وإنما هى هيئة إسلامية جامعة تعمل على تحقيق الإصلاح الشامل فى جميع المجالات، وقالت، فى بيان لها أمس، إن خروج ما يزيد على ٧ ملايين فى المحافظات ينادون بتنحى الرئيس يعد استفتاء شعبيا مباشرا، مطالبة النظام بأن يبدأ فى الاستجابة لمطالب الجماهير بمشاركة جميع الأحزاب والقوى السياسية والشعبية، وإعلان ذلك فى إطار وثيقة تحدد كل الخطوات الزمنية لتنفيذها.

وأضافت: «الإخوان ليسوا طلاب سلطة، ولا منصب ولا جاه، ومن ثم فلن يرشحوا أحدا منهم للرئاسة، ولن يزاحموا أحدا وإنما هم هيئة إسلامية جامعة تعمل على تحقيق الإصلاح الشامل فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل وسائل التغيير السلمى الشعبى المتدرج وتسعى لاستعادة الشعب لسيادته وحقوقه وتحترم إرادته واختياراته».

وتابعت: «الإخوان صمام أمن للاستقرار والبناء والتقدم، ويتصدون على الدوام للفوضى والهدم والفساد والتخلف، كل ذلك من منطلق إسلامى ووطنى، ولقد نذرنا أنفسنا منذ ثمانين عاما لحمايتها وخدمة أهلها».

ولفتت إلى أن «خروج ما يزيد على ٧ ملايين مصرى ومصرية فى القاهرة والمحافظات، أمس الأول، ينادون بمطالب عادلة مشروعة يأتى على قمتها تغيير النظام وتنحى رئيسه، يعد استفتاء شعبيا مباشرا، وبذلك فنحن نعتز كل الاعتزاز بالشعب المصرى الذى خرج منذ يوم الثلاثاء ٢٥ يناير الماضى وحتى الآن ليضرب للعالم كله أعظم الأمثلة فى تاريخ الشعوب مقدمًا الدماء والأرواح ثمنا لانتزاع حريته وكرامته وحقوقه فى اختيار ممثليه وحكامه وسياسته».

ودعا البيان الجيش إلى الاستمرار فى حماية المتظاهرين سلميا ضد كل صور الإرهاب والبلطجة، فى المستقبل.

وجددت الجماعة تأكيدها على أنها تقبل الحوار إذا كان جادا منتجا مخلصا يبتغى المصلحة العليا للوطن شريطة أن يتم فى مناخ يحقق إرادة الجماهير ومطالبها، وأن يكون متكافئا بهدف التوافق حول طريقة الخروج من الأزمة العنيفة التى أوصلنا إليها النظام.

وطالبت النظام بأن يبدأ فى الاستجابة لمطالب الجماهير بمشاركة جميع الأحزاب والقوى السياسية والشعبية، وإعلان ذلك فى إطار وثيقة تحدد كل الخطوات الزمنية لتنفيذها.

ومن جانبه، قال صبحى صالح، نائب الجماعة السابق فى مجلس الشعب: «إن النظام فى حالة ارتباك ويحاول البحث عن قشة تنقذه من الغرق، فيسعى لتوريط الإخوان من خلال إعلامه ليظهر أنهم الموجودون فقط فى ميدان التحرير، لكنه لا يستطيع أن يغير الحقيقة، لأن هناك العشرات من القنوات الأجنبية تنقل الحدث مباشراً من ميدان التحرير إلى كل العالم، والمصريون أصبحوا يتابعون هذه القنوات، بعد أن أعطى الإعلام المصرى شهادة امتياز للإعلام الأجنبى من خلال تغطيته غير الموضوعية».

وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «تصريح وزير الدفاع لأعضاء الإخوان فى ميدان التحرير، هو محاولة لجرنا لحوار نرفضه شكلا، وهناك من اتصل بالجماعة من النظام للتحاور، لكننا سألناه: مع من نتحاور؟.. الحوار من حيث المبدأ وسيلة جيدة، لكن من حيث الشكل من سيتحاور معنا، فنحن لن نتحاور مع مبارك أو مندوب عنه لأنه بالنسبة لنا رئيس انتهت شرعيته منذ يوم ٢٥ يناير، فإذا أصبح عمر سليمان رئيساً مؤقتاً فليس لدينا مانع من الحوار معه».

وأشار إلى إن لجنة الحكماء مسعى محمود والجماعة ليس لديها مانع من المشاركة فيها، طالما تسعى لتحقيق مطالب الشعب، فالجماعة جزء من الثورة الشعبية، وتعمل لمصلحة البلاد وترفع شعار الثورة، وهى لا تنكر أنها جزء منها.

وقال الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس شورى الجماعة: «إن الإخوان ليس لديهم مانع من الحوار بشرط أن تكون هناك ضمانات واضحة».

ورجح أن تكون هناك اتصالات جانبية بين الطرفين، مشيرا إلى أن حال نجاح هذه اللقاءات سيعلن بشكل رسمى بدء حوار يشارك فيه الإخوان، وأكد أن ذلك وارد، فالهدف من هذه الثورة هو تحقيق مكاسب شعبية، يستفيد منها كل الشعب وليس الإخوان.

ولفت إلى وجود أزمة ثقة بين هؤلاء المحتاجين والحكومة التى اعتبرها سرقت ونهبت وأشاعت الفوضى، داعياً كل المحتاجين للاستقرار على موقف واحد للخروج من الأزمة وأن تكون هناك مقدمات للحوار، فمهمة التواصل ضرورية ومطلوب الخروج بمصر من الأزمة.