بعض الشواهد العلمية علي أمن الحرم المكي:
أولا: حماية مكة المكرمة من الهزات الأرضية والثورات البركانية:
علي
الرغم من انفتاح قاع البحر الأحمر بخسوف أرضية عميقة واتساع هذا القاع
بمعدل1 ـ3 سنتيمترات في كل سنة( تقاس عند باب المندب) وعلي الرغم من تحرك
الجزيرة العربية ككل في الاتجاه الشمالي الشرقي ـ أي في عكس اتجاه عقرب
الساعة ـ متباعدة عن القارة الأفريقية وعلي الرغم من السجلات الزلزالية
المدونة والثورات البركانية العنيفة التي تركت طفوحا هائلة من الحمم
والرماد البركاني في منطقة تهامة والحجاز قديما وحديثا والتي تقدر
بنحو2586 حدثا زلزاليا( بقدر يتراوح من3,1 إلي6,7 درجة) خلال الفترة من
سنة627 م إلي1989 م, وما تلي ذلك من زلازل حتي اليوم تجاوز قدر أعلاها 6
درجات علي مقياس ريختر
وامتدت من اليمن جنوبا( مثل الزلزال الذي
حدث في1982/12/13 م) إلي زلازل خليج العقبة شمالا فلم تسجل هزة أرضية
عنيفة في الحرم المكي كله الممتد من وادي الشميسي غربا( علي بعد15 كم من
مكة المكرمة) إلى الجعرانة شرقا( علي بعد16 كم) ومن أضاه جنوبا( علي بعد12
كم) إلي التنعيم شمالا( علي بعد6 كم) والي وادي نخلة في الشمال الشرقي من
مكة المكرمة( علي بعد14 كم)
أي في منطقة تقدر مساحتها بنحو ستمائة
كيلو متر مربع وذلك علي الرغم من وقوع زلزال مروع في المدينة المنورة
سنة1256 م صاحبته ثورة بركانية عنيفة وعلي الرغم من وجود أكثر من تسعين
ألف كيلو متر مربع من الطفوح البركانية وآلاف الفوهات البركانية علي طول
أرض الحجاز.
ثانيا: إثبات توسط مكة المكرمة لليابسة:
في
دراسة علمية دقيقة لتحديد اتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم
أثبت الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر
بأطراف جميع القارات, أي أن اليابسة موزعة حول مكة المكرمة توزعا منتظما
واستنتج من ذلك أن هذه المدينة المباركة تعتبر مركزا لليابسة وهي تنفرد
بذلك عن جميع بقاع اليابسة.
ثالثا: انتفاء الانحراف المغناطيسي علي مسار خط طول مكة المكرمة:
كذلك
أثبت هذا العالم المصري الجليل ـ الذي نسأل الله تعالي له الرحمات ـ أن
الأماكن التي تشترك مع مكة المكرمة في نفس خط الطول(39,817 درجة شرقا) تقع
جميعها في الإسقاط الذي قام به علي خط مستقيم هو خط الشمال ـ الجنوب
الجغرافي, بمعني انعدام الانحراف المغناطيسي علي طول هذا الخط, مع وجوده
علي باقي خطوط الطول الأخرى
وهي ميزة ينفرد بها خط طول مكة المكرمة.
هذه
الخصوصية لا( ولم) تمنع تعرض تلك الأرض المباركة لبعض الهزات الأرضية
الخفيفة ولعدد من التغيرات المناخية التي تسبب هطول الأمطار الموسمية
بغزارة علي ندرة حدوث ذلك, وقد تصاحب هذه الأمطار الغزيرة بالسيول الجارفة
التي طاف فيها بعض الطائفين حول الكعبة المشرفة سباحة.
بعض الشواهد القرآنية علي كرامة الحرم المكي:
*
في عشرات الآيات يقابل القرآن الكريم الأرض ـ علي ضآلتها النسبية ـ
بالسماء ـ علي اتساعها المذهل وهذه المقابلة لابد أنها متعلقة بوضع خاص
للأرض بالنسبة الي السماء.
* يذكر القرآن الكريم تعبير السماوات
والأرض وما بينهما في عشرين آية قرآنية صريحة, وهذه البينية لا تتم إلا
إذا كانت الأرض في مركز السماوات اي في مركز الكون.
* كذلك يؤكد
مركزية الأرض من الكون قول الحق ـ تبارك وتعالي ـ في سورة الرحمن: "يا
معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا
لا تنفذون إلا بسلطان" ( الرحمن:33)
وذلك لأن قطر أي شكل هندسي هو
الخط الواصل بين طرفيه مرورا بمركزه فإذا انطبقت أقطار السماوات ـ مع
ضخامتها ـ مع أقطار الأرض ـ علي ضآلتها النسبية ـ فلابد وأن تكون الأرض في
مركز السماوات.
ـ إثبات الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين ـ رحمه
الله رحمة واسعة ـ توسط مكة المكرمة لليابسة, وإثبات وجود الأرضين السبع
كلها في أرضنا انطلاقا من دراسة نتائج الهزات الزلزالية الطبيعية
والصناعية ومن أقوال سيد المرسلين ـ عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم ـ
التي منها أقواله الشريفة: من أخذ شيئا من الأرض بغير حقه خسف به يوم
القيامة إلى سبع أرضين ( رواه البخاري).
كل ذلك يؤكد لنا أن الأرض
في مركز الكون وأن الكعبة المشرفة في مركز الأرض الأولي ومن دونها ست
أرضين ومن حولها سبع سماوات والكعبة تحت البيت المعمور مباشرة وهو كعبة
الملائكة.
هذا الموقع المتميز للحرم المكي أعطاه من الشرف والكرامة
والبركة والعناية الإلهية ما جعل من الوصف القرآني في قول ربنا ـ تبارك
وتعالي: ـ.. ومن دخله كان آمنا.. حقيقة مدركة ملموسة لأنه دخل في أمان
الله وظل عرشه وهل يمكن ان يضام من نال شرف الوجود في هذا المكان؟
من
هنا كان اختيار الحرم المكي ليكون أول بيت وضع للناس علي الأرض وأول بيت
عبد الله ـ تعالي ـ فيه علي الأرض وجعله قبلة للمسلمين, ومقصدا لحجهم
واعتمارهم, وجعل الصلاة فيه بمائة ألف صلاة والحسنة فيه بمائة ألف حسنة,
لذلك قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في حق مكة المكرمة عشرات
الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد خصوصية المكان, ومكانته عند الله ـ
سبحانه وتعالي ـ ومنها:
* هذا البيت دعامة الإسلام من خرج يؤم هذا
البيت من حاج أو معتمر كان مضمونا علي الله إن قبضه أن يدخله الجنة, وإن
رده أن يرده بأجر وغنيمة.
فسبحان الذي اختار مكة المكرمة موقعا
لأول بيت عبد فيه في الأرض, واختاره بهذه المركزية من الكون وغمره
بالكرامات والبركات وقرر أن من دخله كان آمنا, وهذه حقائق ما كان للإنسان
أن يدركها لولا نزول القرآن الكريم, وحفظه بلغة وحيه بحفظ الرحمن الرحيم,
فالحمد لله علي نعمة الإسلام, والحمد لله علي نعمة مكة المكرمة, والحمد
لله علي نعمة القرآن الكريم, والحمد لله علي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين
الذي قال فيه ربه ـ تبارك وتعالي ـ: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا
ومبشرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا"( الأحزاب:46,45)
فصل اللهم وسلم وبارك عليه, وعلي آله وصحبه, ومن تبع هداه, ودعا بدعوته إلى يوم الدين, والحمد لله رب العالمين